نوفمبر 16, 2025

جريدة الحياة نيوز

رئيس مجلس الادارة : نسرين رمزي

“الثقافة الجماهيرية الحلم الغائب” بقلم د.عفاف طلبة 

 

ابدأ مقالتي بمقولة للزعيم الافريقي نيلسون مانديلا : 
لايوجد بلد يمكن أن تتطور حقا مالم يتم تثقيف مواطنيها

نشأت الثقافة في مصر علي يد الأديب الكبير ( أحمد أمين )
تحت مسمي الجامعة الشعبية والتي كانت تهدف حينذاك إلى نشر ثقافة التعليم لعامة الشعب وانتشارها في كافة ربوع المحافظات لزيادة حصيلة الأطفال والشباب بالمعرفة وتذوق الفنون المختلفة لايقاظ الوعي في كل قري ونجوع مصر ، وكانت فئات الشعب المختلفة تتفاعل مع أنشطة الثقافة الجماهيرية وكان القائمين علي هذه الأنشطة من النخبة المثقفة تهدف إلي تثقيف المواطنين للنهوض بالدولة .

ثم تأسست عام 1958 وزارة الثقافة وترأسها الدكتور ثروت عكاشة الذي ترك بصمة لاتنسي في تاريخ الثقافة المصرية حيث وضع رؤية لهذه للثقافة وحولها الي مسمي الثقافة الجماهيرية لإيمانه بدورها البارز في المجتمع ودأب علي التوسع في جميع الأنشطة الفنية والثقافية واختيار القادة المثقفين المناسبين الذين لايألون جهدا لخدمة الحياة الثقافية باخلاص ، وتم بالإضافة إلي مسرح في كل مبني وقاعة الندوات والمؤتمرات انشاء فصول لمحو الأمية .

وبعد عام 1989 شهدت الثقافة الجماهيرية تراجعا حادا بعد تحويل مفهومها الي الاسم الجديد وهي الهيئة العامة لقصور الثقافة مع ضعف الميزانية التي لا تكفي لقيام الأنشطة الثقافية والفنية وندرة الورش التدريبية الجادة مما أدى إلي عزوف عن المتابعة والمشاركة للأنشطة الثقافية التي تقدمها قصور الثقافة الجماهير عن المتابعة كما كان في الماضي 
حيث الندوات والقوافل التي تجوب القري والنجوع بمشاركة قامات الفن والي والثقافة أمثال عبد الرحمن الأبنودي ،محسنة توفيق ،صلاح جاهين، زكريا الحجاوي ،حسن فؤاد …الخ ، هؤلاء كانوا يؤمنون أن الثقافة يحب أن تخرج من أسوار العاصمة لتصل للفقير لانهم الفئة المستهدفة والمعنية بتلك الثقافة ،رحم الله استاذنا الكبير الدكتور ثروت عكاشة الذي كان يؤمن بأن الثقافة يمكن أن تصل لأعمال الريف بشرط أن يتوافر لها العنصر البشري صاحب الرؤية القادرة للوصول لهذه الشريحة من المجتمع وتفجير طاقته الإبداعية ،وتوزيع ثمار الثقافة علي الجميع دون استثناء ،والنوسع أفقيا ورأسيا في تدريب القيادات الثقافية 
لابد من وضع روشتة علاج للثقافة الجماهيرية أحد أهم روافد القوي الناعمة في مصر لأنها تساهم بشكل أساسي في بناء العقول ووجدان الأجيال ،نحتاج الي.تصحيح خارطة الطريق الثقافي لاستمرار الصحوة نحو الثقافة الجادة 
حتي لاتظل الثقافة الجماهيرية مجرد حلم غائب عن أصحاب القرار …