نوفمبر 13, 2025

جريدة الحياة نيوز

رئيس مجلس الادارة : نسرين رمزي

رواية “النُـهـالـيـزا” بقلم د.محمد عبد العزيز

 

رواية تنشر على حلقات ، الحلقة الخامسة

الحلقة الخامسة : مرفوض . مرفوض . مرفوض (5)

يقرر محمود أن يتمهل قليلا وينتظر بضعة أيام يُفكر ويدرُس كيف له أن يتصرف ، لكن شغفه بمعرفة الأمر مع مشاعره الجارفه هما المحرك له دون رادع حتى لو كان الرادع هو الحفاظ على كرامته قليلا ، قرر أن يقوم محمود بشيء جديد على مجتمعنا الشرقي المحافظ لكي يُبرهن على جديته وإهتمامه وحبه بما لا يدع لنُهى مجالا للهرب والحجج ، قرر أن يشتري خاتما ليتقدم لها رسميا لخطبتها وهو جالس على ركبة واحدة لترى وفي عينيه نظرة المُحب الصادق وفي يديه الخاتم ، وبالفعل إشترى خاتم لخطبتها وتوجه إلى البنك الذي تعمل به ، لكن هذه المرة يمنعه موظفوا البنك من الصعود لإدارة التمويل ، ويطلب منهم محمود أن يتحدث معها تليفونيا من داخل البنك على الخط الداخلي للبنك لعلها تسمح له بالصعود لإعلى حيث توجد إدارة التمويل التي تعمل بها ، فترفض النزول له وتنهره كثيرا وهي تصرخ وتقول له لا تأتي مجددا إلى هنا ، ويأخذ منها السماعة صديق لها في العمل أسمه “أحمد الهلالي” ويقول لمحمود من فضلك كفاية إحراج وإنصرف في هدوء ، فينصرف محمود وهو مكسور الخاطر ينظر للخاتم الذي في يديه في حسرة وألم ، وبعد ساعات قليلة تأتي رسالة نصية على هاتف محمود نصها ” أنا نُهى صُبيحي ” ، فيفهم محمود أنها تريده أن يتصل بها على هذا الرقم الواردة منه الرسالة فيمتنع عن الإتصال بها لما يتجرعه من مرارة سؤ المعاملة وكسر كل الإعتبارات وعدم مراعاة أي خاطر ولو خاطر الإنسانية إنسانية من يتحدث ويذهب إليك طالبا ودك بكل إحترام وصدق ، فتتصل عليه نُهى ثم تنهاه وتحذره وتزجره بأشد العبارات والألفاظ التي لم تخلو من التهديد وتقول له : أنت ( مرفوض . مرفوض . مرفوض ) في تحدي وتعالي وإهانة وكأن هذا هو الحل الأمثل لرفض المشاعر وتقول له فيما معناه إنها إن رأته صدفة في أي طريق تمر هي فيه فلا يلوم إلا نفسه ، ويُغلق معها الهاتف وهو في منتهى الحسرة والأسف وهو يقول لنفسه : حتما إنتهى الأمر فهناك فرق كبير بين أن تُشعر المرأة الرجل بأنها أهم منه وبين أن يُشعرها الرجل بنفسه وأسلوبه وإحترامه لها أنها حتما أهم منه فرق شاسع بين الحالتين والعناد لا يأتي إلا بالعناد ومن ثم الفراق مع الألم وإن إستمرت المشاعر دفينة لأنها لم تجد من يُتيح الفرصة لها لتخرج ثم يتم فهمها ويتم إحتوائها بعد خروجها ، يَشعر محمود بألم شديد فيذهب للطبيب ليؤكد له عودة حالته النفسية لنقطة الصفر وتجدد “إلتهاب البروستاتا” ، هذه المرة يذهب لأكثر من طبيب مُتخصص والجميع يؤكد أنه لا جدوى من العلاج مادامت حالته النفسيه تسؤ أكثر فأكثر وأن هذا الأمر قد يهدد مُستقبله وأنه يجب أن يتزوج سريعا ليتم تدارك حالته النفسية بطريقة “وداوني بالتي كانت هي الداء” ، فيرفض محمود هذا المنطق ويُقرر أن يخطو خطوة أخيرة قبل أن يُفكر في الإرتباط بأي إنسانة خشية أن يُعيد تجربته السابقة بكل تفاصيلها .