د.محمد عبد العزيز
. كاتب وباحث اقتصادي
. إعلامي ومحاضر في مركز أراك للتدريب والاستشارات
متى يغضب الفرعون العاشق لوطنه متى يغضب الفرعون الحارس لوطنه لكي يهدأ الشعب ، إنها أساطير قديمة أعي ذلك تماما لكني أتمنى أن تُغرق دموع “أيزيس” من يتآمرون على بلادي ونهر النيل ، نهر النيل الذي فاض يوما في قصص الأجداد بدموع “أيزيس” ، إنها أساطير قديمة أعي ذلك تماما لكني أتمنى أن ينتقم “حورس” لأمه وأبيه كما فعل في قصص الأجداد ، أتمنى أن ألا تصل سعادة “حابي” إلى من يهددنا وألا يعطيهم “خنوم” مظاهر الحياة والنماء ، نعم كلها أساطير قديمة وقصص للأجداد لكن ما أجمل قصص الأجداد وما أعظم تاريخهم فمتى تعود للبلاد عظمتها التي تليق بقامة وقيمة تاريخ طويل وحضارة تليدة ، عن إستهداف مصر من خلال نهر النيل أتحدث ، قديما ظن الأجداد أن النهر فاض من دموع “أيزيس” حزنا على موت زوجها بيد أخيه “ست” الشرير فقام الأجداد بصنع تماثيل تشبه “أيزيس” ليرموها في النيل في وقت الفيضان من كل عام لكي تهدأ “أيزيس” ، اليوم جاء الوقت لكي يغضب الأجداد من الأحفاد حتى يهبوا للحفاظ على النيل ضد أشرار اليوم وما أكثرهم ، اليوم جاء الوقت لنحافظ على شريان الحياة والحضارة الذي يجري في عروق المصريين قبل أن يجري في أرضهم ، اليوم جاء الوقت لكي يغضب الأحفاد ليرى العالم عظمة الإرتباط بنهر النيل ، اليوم جاء الوقت لكي يغضب مسلمي مصر لأن نهر النيل من أنهار الجنة كما أخبرنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، اليوم جاء الوقت لكي يغضب أرثوذكس مصر من أرثوذكس أثيوبيا لأنهم لم يراعوا العهد والتاريخ والدين ويتلاعبوا بمقدرات الحياة في مصر ، اليوم جاء الوقت لكي يغضب أسود جيشنا الباسل ، اليوم جاء الوقت لكي يعي الجميع أن من يعبث بمقدرات الحياة والبقاء والوجود في مصر سوف ينال عقابا أكثر من رادع ولا يلوم إلا نفسه ومن ثم يلوم من أعانه على غيه وزين له العبث بالوجود والكيان المصري ، الكيان المصري الخالد باذن الله العلي القدير ، في جملة واحدة بايجاز أود أن أقول ان الافاضل الكرام في أثيوبيا يريدوا التحكم في النهر وهذا بادعاء التنمية وتوليد الكهرباء ولقد ألحينا عليهم في أن تقوم مصر ببناء أكثر من سد لهم في اثيوبيا لكنهم رفضوا فالمسألة ليست مسألة تنمية وتوليد للكهرباء ، اختيار موقع يبعد عن حدود جنوب السودان بحوالي ٤٠ كم فقط يعني أن الهدف هو تحويل النهر لأداة سياسية للضغط على مصر والسودان وربما تحويل سد النهضة الى صنبور يتم غلقه أو فتحه وقتما شاء الاثيوبيين ومن يقف ورائهم سواء للضغط على مصر في ما يسمى بصفقة القرن أو لتدمير مصر والسودان يوما ما عن طريق الغرق في صورة كارثة طبيعية لا تصيب إلا مصر والسودان فقط ، حقوق مصر الطبيعية والتاريخية لا لبس ولا تشكيك في أي منها ومصر تحتاج لاستمرار جريان نهر النيل ليس كمورد ماء في بلد قليلة فيه مصادر المياه العذبة وإنما تحتاج لجريان نهر النيل للتوازن البيئي حتى وإن كان ما يصلنا لا يكفي إحتياجاتنا ، لقد تم إستنفاذ كافة الطرق الدبلوماسية ولم يتجاوب الاثيوبيين ولم يتبقى سوى اللجوء لطرف ثالث كحكم وهو ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي من أنه سوف يكون هناك نقاش بين مصر وأثيوبيا في موسكو بدولة روسيا ، أود أن أكرر أن هناك من يعبث منذ القدم في العلاقة بين مصر وأثيوبيا ويستخدم مشاكل تاريخية لديهم تجاه المصريين وأحساسهم بعدم قدرتهم على إستغلال مياه النيل مثل المصريين ، أود أن أكرر أن إثيوبيا خضعت للإحتلال الإيطالي ومع ذلك لم يكرهوا إيطاليا فإذا كانت مملكة مصر القديمة يوما ما وصلت إلى بلاد بُنت في الصومال فلماذا لا يكرهنا الا الاثيوبيين واذا كانت وصلت فتوحات محمد علي الكبير في افريقيا إلى حدود كينيا فلماذا لا يكرهنا الا الاثيوبيين ، باختصار هناك من يدعوا انهم ابناء العم وأنهم شعب الله المختار لكنهم يستغلوا كل فرصة لصنع المشكلات لمصر والضغط عليها وللاسف الاثيوبيين يستجيبوا لهم ضد مصر ، أود أن أقول للإخوة الأفاضل في أثيوبيا ان مصر لن تشتري المياه ولن تأخذ المياه مقابل الموافقة على صفقة القرن المشبوهه ، أريد أن أذكر الاثيوبيين بأن من نقل للاثيوبيين المعرفة بالديانات الإبراهيمية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام هم المصريين ولو لم يفعل المصريين الا هذا للاثيوبيين فإنه يجب على الاثيوبيين إحترام مصر والمصريين وليس التحالف ضد مصر والمصريين ، كمواطن مصري لا أريد أن تتحول مصر إلى لعبة في يد أحد لا أريد أي ضمانات لسد أسمنتي قابل للانهيار في اي وقت واذا تم ملأ السد بالكامل فانه سوف يكون قادر على إغراق دولتي المصب مصر والسودان بالكامل ، لا يجب أن يكون التفاوض حول كيفية ملأ وإدارة هذا السد اللعين الأشبه بحصان طروادة والذي سيفتح الباب للتدخل في الشئون الداخلية لمصر بشكل لم يحدث من قبل حتى أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر لان الإحتلال الإنجليزي لم يكن ليُهدد بقاء مصر وهو جاثم على أرض مصر ، أن هذا السد اللعين أسوأ من الإحتلال للأراضي المصرية ، وإستمرار وجود هذا السد يعني خضوع إرادة مصر والمصريين لإرادة أطراف خارجية عديدة وكل من يضغط على أثيوبيا لكي تستخدم السد كأداة للضغط على مصر ، بقاء هذا السد يعني أننا سوف نكون ألعوبة في أيدي كل من هب ودب ، لذلك يجب أن يكون التفاوض حول هدم هذا السد وقيام مصر ببناء سد أو أكثر آخرين لتوليد الكهرباء في أثيوبيا ويجب أن ترضخ إثيوبيا لصوت العقل وإلا فلابد من أخذ الحقوق المصرية بالقوة لكي يتعظ الجميع ولا يجب أن يكون التفاوض حول كيفية ملأ أو إدارة السد فهذا فخ قد يقود البلاد والعباد إلى الهلاك بلا رجعة ، أتمنى أن يصل صوتي للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ليقيني التام بأنه يعي تماما خطورة الموقف وانه لن يخذل وطننا العظيم وأنه كما حافظ على مستقبل مصر السياسي وبقاء ووحدة الأراضي المصرية في ثورة ٣٠ يونيه فإني على يقين أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يحافظ على مقدرات بقاء البلاد والعباد ولاسيما نهر النيل العظيم ، كما أناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإستغلال فترة رئاسة مصر للإتحاد الإفريقي وعودة مصر لافريقيا سياسيا واقتصاديا لكي يكون هناك كيان مؤسسي مصري لتنظيم العمل والتعاون بين مصر والأخوة الأفارقة مثل وزارة أو هيئة أو مجلس أعلى للشئون الأفريقية وذلك لقطع الطريق على أي قوى تعادي مصر وتسعى لكي تقطع على مصر تواصلها مع أشقائها الأفارقة ، وفقكم الله لكل خير ، تحيا مصر ، تحيا مصر ، تحيا مصر .
More Stories
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
خطر الصور المفبركة عبر الذكاء الاصطناعي وطرق الوقايه منه
حمارٌ فى أعين ذئاب بشرية.. بقلم علياء حلمي