د.محمد عبد العزيز
. كاتب وباحث اقتصادي .
كان يوم ٥ يونيه ١٩٦٧ يوما على خلاف ما توقعه المصريين للحرب مع إسرائيل حيث جائت الضربة الإسرائيلية الجوية قاسية خاصة على القوات الجوية المصرية حيث تم ضرب الطائرات المصرية وهي رابضة على أرض المطارات الحربية وتم تدمير ممرات الصعود والهبوط بالمطارات ، لكن كان هناك شباب مصري مصمم على المواجهة كانوا بضعة شباب من طياري طائرات الهليكوبتر المصرية الذين لم تتضرر طائراتهم بالإضافة إلى أن الهليكوبتر يمكنها الاقلاع بشكل عمودي دون الحاجة لممرات لتحلق عاليا في السماء ، لكن كيف تواجه طائرات الهليكوبتر المصرية طائرات مقاتلة إسرائيلية هناك تفاوت في السرعات والامكانيات القتالية بشكل كبير جدا يحسم المعركة لصالح المقاتلات الإسرائيلية من قبل أي مواجهة وبالفعل يتم استشهاد جميع هؤلاء الشباب عدا واحدا فقط سقطت طائرته ولم يمت وتم أسر هذا الشاب من الجانب الإسرائيلي وهناك تلقى معاملة سيئة للغاية وإهانة ثم تبدل كل شيء فجأة وعلى العكس تماما ، وكل ذلك في محاولة لتجنيده قبل أن يعود للقاهرة في تبادل للأسرى ، حاولوا تجنيده للعمل مع المخابرات الإسرائيلية وكان يرفض هذا التجنيد وفي إحدى المرات لفت انتباهه وجود أشخاص روس ممن خدموا كخبراء روس في الجيش المصري وسط الجيش الإسرائيلي وهم على علاقة قوية بالجانب الإسرائيلي أيضا ، ففكر هذا الشاب المصري في أن يبدي إستعداده للتعاون مع الجانب الإسرائيلي حتى يعود للقاهرة ويخبر القيادة بحقيقة بعض الخبراء الروس الذين يتعاونوا مع الجانب الإسرائيلي ، وبالفعل بدأ يتلقى تدريبا على كشف المعلومات بطرق غير مباشرة وتصوير الوثائق وإرسال كل ذلك إلى اسرائيل وطلب بنفسه أن يتدرب على إرسال اللاسلكي وكل الأمور التي تمكنه من التواصل معهم دون الحاجة للسفر خارج مصر كثيرا بحجة أنه ضابط بالقوات المسلحة وبعد عودته في تلك الظروف سوف يكون من الصعب أن يأخذ أجازات للسفر وطلبوا منه أن يكون هناك لقاء كلما سنحت له الظروف في روسيا لأنه سبق له التدريب لمدة عام كامل في روسيا وقاموا بفتح حساب بنكي له لتحويل قيمة راتبه الشهري من قبلهم على هذا الحساب وبالفعل يعود البطل لمصر وبعد فترة أسبوعين وبعد أن هدأت كل الأمور وحتى لا يلفت إنتباه الإسرائيليين قام بالذهاب إلى قريته في المنصورة ومن هناك قام بتغيير شكله وذهب مباشرة إلى مقر المخابرات العامة المصرية بالقاهرة وقص عليهم كافة الأمور وكيف تدرب مع الإسرائيليين وشدد على أنه يجب نقل تلك المعلومة للرئيس عبد الناصر ذاته من أن هناك بعض الخبراء الروس في الجيش المصري على صلة وثيقة بالجيش الإسرائيلي وبالفعل يتم نقل المعلومة للقيادة السياسية ممثلة في شخص الرئيس جمال عبد الناصر وفي وجود أحد الضباط الأحرار وهو محمد أنور السادات ويتفق الرئيس عبد الناصر مع السادات في ذلك الوقت على ضرورة إختيار الوقت المناسب للتخلص من الخبراء الروس وبالفعل وبعد تولي السادات مهام منصب الرئيس يقوم بطرد كل الخبراء الروس قبل معركة أكتوبر ٧٣ ليس تمهيدا للمعركة وحسب وليس لرفع أي حرج عن الإتحاد السوفيتي وحسب ولكن لحماية جنودنا البواسل من العملاء بين صفوف الخبراء الروس ويظل الشاب المصري قائد الهليكوبتر يتواصل مع المخابرات الإسرائيلية ويرسل لهم ما تطلبه منه المخابرات المصرية أن يقوم بإرساله لإسرائيل عن طريق اللاسلكي بعد أن عرفت مصر شفرة رسائل اللاسلكي الإسرائيلية عن طريق هذا البطل وأصبح ملقب بالعملية “حورس” في ملفات المخابرات المصرية وبعد سنتين يستشهد هذا الحورس المصري في أثناء إحدى عمليات حرب الاستنزاف في العمق داخل سيناء المحتلة ، أستشهد وهو ينقل ضباط مصريين بالهليكوبتر لتنفيذ عمليات خلف خطوط العدو وترفض القيادة أثناء المواجهة ترك جثمان البطل للإسرائيليين ويتم الإبلاغ باللاسلكي يجب عودة جثمان “حورس” إلى القاهرة وتتم مواجهة عنيفة على الأرض ويقوم هليكوبتر الدعم المصري المرافق للابطال بتغطية القوات الخاصة المصرية حتى يقوموا بإحضار جثمان الشهيد البطل “حورس” الذي كشفت عينيه حقيقة بعض الخبراء الروس وتعاونهم مع الجانب الإسرائيلي وكشفت شفرة اللاسلكي الإسرائيلية تماما مثل عين “حورس” الكاشفة للحقيقة .
* “قصة قصيرة لبطل حقيقي من أبطال الجيش
المصري ولكن بقدر قليل من التصرف الأدبي للكاتب”
More Stories
الزوجة بين نثريات الإشتياق.. بقلم منى فتحي حامد
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
خطر الصور المفبركة عبر الذكاء الاصطناعي وطرق الوقايه منه