ديسمبر 1, 2023

جريدة الحياة نيوز

رئيس مجلس الادارة : نسرين رمزي

أمي …. ثم أمي ثم أمي بقلم د. أحمد وجيه

قال الله تعالى :
“ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين”
“ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً”.
دور الأم وعظمتها مذكور فى جميع الكتب السماوية وفى التوراة والإنجيل آيات تذكر عظمة الأم وأهميتها … ولكن الباحث فى تاريخ المرأة المصرية سيجد نوعا أخر من الأمومة …ستجد فى التاريخ القديم الملكة اياح حتب ودورها فى دعم زوجها سقنن رع لمحاربة الهكسوس وبعد وفاته لم تكل ولم تمل فدعمت ابنها كامس ومن بعده أحمس طارد الهكسوس … هذه الأم التى اختارت ان تكون باعث على التحدى والقتال على ان تربى ابنائها على السكون والخضوع تلك هى المرأة المصرية التى منذ قديم الأزل وهى تربى أبنائها على الحق والشجاعة والإقدام …نوع أخر من الأمومة تجدها عند اسيا بنت مزاحم زوجة فرعون والتى أوكلت رضاعة نبى الله موسى الى أمه وآمنت به وايدته ولم ترضخ او تذعن لأوامر فرعون رغم تنكيله وتعذيبه لها ، هذه المرأة التى غمرت نبى الله موسى بكل الحب والرعاية هى أم من نوع أخر ندر وجوده فقط التاريخ المصرى وجينات المرأة المصرية هى من يحتفظ بتلك الخصال والصفات . الأم المصرية فى التاريخ الحديث عبرت بالأمة المصرية من ضفة الجهل وعدم المساواة والمجتمع الذكورى الى ضفة النور والحرية والعلم والأمثلة كثيرة بداية من باحثة البادية ملك حفنى ناصف واستر فانوس او استر فهمى وتاريخها الحافل بالوحدة الوطنية وتنمية دور المرأة فى المجتمع الصعيدى ، والأديبة سهير القلماوي اول مصرية وعربية حاصلة على الماجيستير والدكتوراه فى الآداب وأول مناصرة للحركة النسوية ورئيسة الاتحاد النسوى المصرى …وعائشة راتب أول إمرأة مصرية تشغل منصب سفير ….. وإذ فجأة تتغير هذه الجينات والخصال لأجد المرأة والأم المصرية وقد تغيرت لتتحول اما الى بائعة هوى وجسد يبيع لحمه وتتجسد هذه الشخصية بمنتهى الابتذال والرخص منذ أواخر الخمسينات وحتى الان على الشاشة الفضية، ذاكرة الأمة لا تمثل المرأة المصرية بل تمثل مخرج ومؤلف العمل ، ثم لا ألبث أن أنتهى من مشاهدة أمى على الشاشة لأجدها فى الشوارع تتسول أو تخدم فى البيوت …شغالة تخدم فى البيوت وتكنس وتمسح لتوفر ثمن علبة السجائر لزوجها او ابنها الشاب الجالسين ع الأريكة يشاهدون التلفاز بينما هى من عليها البحث عن لقمة العيش….تركب الاتوبيسات العامة تجدها مكتظة بالنساء وترى ملامح الشقاء على وجوههن ، كلامهم وحديثهم يعتصره الألم والأنين …وأخريات أصبحت حياتهن دائرة من التعب والشفاء اليومى ولا يجدن الوقت الكاف ليعشن حياتهن النسوية ….أين أنتم يا معشر الرجال من كل هذا…. أين ذلك الرجل المكافح الذى يشقى ويتعب من أجل أسرته ويوفر لهم الحياة الكريمة …أجدهم نعم أجد هؤلاء الرجال على المقاهى ويحيط بهم دخان الشيشة وصوت المعلق قائلا ” ها هو صلاح فخر العرب يفعلها ثانية …” طيب بالنسبة لحضرتك يا فخر منشية ناصر والكنيسة وزينهم والسيدة زينب يا عم فخر هاتفضل ع القهوة والست مراتك وأختك وأمك هم اللى دايرين ومتمرمطين فى الشوارع على لقمة العيش وانت مزنوق فى خانة الياك ومش عارف تاخد العشرة لحد دلوقت .تعتصرنى مرارة الألم حينما أجد إمرأة بسن أمى تمد يدها وتقول ” راضيينى يا ابنى بأى حاجة إلهى يستر حريمك” ياااااااه يا رجااااااالة بجد انتم فين …. ولا داعى لتحميل الدولة والحكومة والعالم والمؤمرات الكونية ذنبكم أعرف بنات جميلات بالعشرين من عمرهم يعملون عشر ساعات يوميا نظير ألف جنيه فقط ولا زلن يعملن ويجتهدن فى العمل وترى ابتسامة الرضا على وجوههن ….أما الشاب فلا يرضى بالعمل الا ان كان مديرا … طيب ادينى أمارة تبقى بيها مدير …. بالتأكيد هناك نماذج مشرفة من الشباب المجتهد الذى لا يرضى على أمه او اخته او زوجته ان يراها معتصرة ومكلومة بل يعمل ليلا نهارا ليوفر لهم الحياة الكريمة …دعوة لكل عاطل ابحث عن عمل واجعل صورة أختك وأمك وزوجتك نصب عينيك دائما ….نسائنا أمانة فى رقابنا