مايو 18, 2024

جريدة الحياة نيوز

رئيس مجلس الادارة : نسرين رمزي

قصة قصيرة “مأساة إنسانية” بقلم رباب عبد الفتاح

قصة قصيرة
(مأساة إنسانية)
كانت أبسط من البساطة ذاتها ، تملك أحلام وردية تتمنى تحقيقها ، تعشق الهدوء تحب كل ما هو جميل ، من أماكن ، زهور ، قلوب نقية تشبيها، تحمل الخير للجميع ، حساسة، رومانسية، هي امرأة من الزمن الجميل، راودت أحلامها وقيدتها واستسلمت لواقعها الذي كتب عليها، فهي دائما راضية بأقدار الله سبحانه وتعالى.
ذات يوم وهي جالسة كعادتها فى زواية ما من بيتها، جائها صوتاً مفزع لم يسمعه أحد غيرها، يهمس في اذنيها بكلمات لم تفهمها، قامت من فزعها الشديد تبحث في كل مكان في البيت عن مصدر هذا الصوت ولكن بلا جدوى.
جاء الليل وذهبت إلى غرفتها لتنام وعندما أغمضت عيناها إستعداد للنوم، هنا الكارثة..
رأت خيال على هيئة شخص وليس بإنسان لكنه مخيف، لا تدرك رؤيته جيداً، وفي أقل من ثانية بدأت تصرخ وتصرخ دون وعي وكل جسدها يهتز يرتعش.
سارع من فى البيت مهرولين إليها وبداؤا في البحث عن شيء يهدئ من روعها، قاموا بقراءة القرآن الكريم بجانبها، مع تشغيل القران الكريم أيضا على الهاتف، أو ما يسمى التسجيل
اقترب الوقت من ساعة وهي على نفس الحال ، حتى أنزل الله رحمته عليها وهدأت.
الغريب في الأمر أن اليوم قد مر بعد هذا الحدث، ولم يحدث شيئا، وكأنه كان تمهيدا لحرب قادمة وهول أخر.
فى نفس الوقت تقريباً دون تمهيدا مثل أول مرة، قامت تصرخ صراخ مستمر مرعب، لدرجة أن كل من حولها يبكون من هول المنظر،
كانت تهدأ قليلا تم تعود لنفس الصراخ، وبدأت الأمور تتطور، كانت تسرح بعيناها وفجأة تتحدث مع أحد غير موجود، وتخبر الموجودين حولها بإجابة من تتحدث معه وماذا يقول لها،
والأغرب دهشة كانت تخبرهم بأشياء ستحدث وبالفعل كانت تحدث، وساءت الأمور أكثر،
فكانت تريد الخروج دون وعي، وعندما يسألها أحدهم، إلى أين تريدين الذهاب، كانت اجابتها هو قال لي اخرجي!
من هو ؟؟ هو وتصمت.
يالها من حالة عجيبة مؤلمة، أبكت الكبير قبل الصغير على حالتها، يتحدثون مع أنفسهم،
ماذا حدث لها ؟؟
لا يوجد أطيب واحن منها، تحمل الخير والحب للجميع، الف سؤال يدور ولم يجدوا إجابة مقنعة.
هناك من يقول أصابها سحر، وآخر يقول ربما حسد، وهناك من يقول ضغوطات نفسية، والكثير من الأقوال، ولكن ربها وحده العالم بحالها.
مرت أيام وليالي وهي على هذا الحال بل يزداد سوءا، وكل من حولها يعانون معها، وصلت حالتها أن تريد الخلاص من حياتها، إذا رأت او لمحت اي آلة حادة تنظر إليها نظرة البائس وأمسكت بها ولكن ستر الله كان معها، كان أحد الأقارب بجانبها ومن وقتها وهي تحت رقابة طول الوقت، كانت تتحدث بكلمات، تقول انا أقوي منك، لم تتمكن مني، انا مؤمنة، انا مؤمنة، ثم تصرخ وتبكي كثيرا، وتدعي الله، يا الله أغثني بحولك وقوتك لقد تعبت بما يكفي
وكان الله بجانبها دائماً.
كانت فى وقت استقرار حالتها بعض الوقت، كانت تصلي وتدعي الله كثيرا وتطلب منه النجاة، كانت تردد دائما ربي إنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
عانت كثيراً وارهقت وارهق من كان بجانبها، حتى أنزل الله رحمته وكرمه وشفائه عليها بعد مرور ما يقرب من شهر فى هذا العناء،
لا تعلم ما الذي مرت به ولكن تملك يقين تام أنه حكمة واختبار من رب العالمين،
الحمد لله رب العالمين.. هذه الجملة لم تفارق لسانها طول هذه الفترة، تعافت الحمد لله، ولكن مازال يسكنها خوف ورعب عندما تتذكر هذه الأحداث، تخشى أن تعود لها مرة أخرى، تدعوا الله دائما أن يتم نعمته وكرمه عليها ويرحل هذا الكابوس عنها الى الأبد.

رباب عبدالفتاح