هناء محمود
إن المرأة بطبيعتها هى الأنوثة و الرقة والطيبة والحنان والرومانسية هى الأم والأخت والزوجة والحبيبة والصديقة والإبنة فالمرأة هى المعلمة الأولى للرجل والمربية الفاضلة وتسمو مكانتها وتعلو كلما حسنت أخلاقها وتربيتها فتصبح امرأة صالحة وزوجة صالحة وهى خير متاع الدنيا كما قال الحبيب سيدنا محمد صلوات ربى وسلامه عليه فقال:( الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة) وبالتالى ستصبح أما صالحة فهكذا تربينا ونشأنا وربانا والدينا ,ولذلك فلابد من التربية الصالحة والنشأة الطيبة فواجب كل أم أن تهتم بتربية أبنائها خاصة البنت منذ نعومة أظفارها ( فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر ) وعند وصولها لسن البلوغ تعلمها ما معنى الحياة الزوجية ومكانة الزوج وقدسيته , واحرصى على أن تجهزيها بالأدب و بالأخلاق والمبادئ الحسنة الطيبة عامة ومع زوجها وأهله خاصة قبل أن تجهزيها بما حلى وغلا من الثياب والأثاث فالزواج نعمة عظيمة وآية من أعظم آيات الله تعالى فقال عز وجل:بسم الله الرّحمن الرّحيم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) صدق الله العظيم
ولا تقولى مازالت صغيرة ويجب ألا أفتح عينيها وهذا خطأ فإبنتك فتحت عينيها على وجود زوجين بالفعل وهما أنت ووالدها فأنتما نموذج للحياة الزوجية التى ستعيشها مع زوجها فيما بعد فلابد أن تحرصى على حسن علاقتك بزوجك أمام أولادك خاصة البنت لأنها ستحاول تقليدك مع زوجها, ولا تنسى أيضا أننا فى عصر التكنولوجيا فإن أهملتيها فستأخذ ثقافتها من خلال المسلسلات والأفلام الهابطة والمبتذلة فى السينما وما أكثرهم الآن وأيضا النت وغيرهم من وسائل التواصل الحديثىة ,والزواج رباط مقدس فعلا وليس كلمة ولابد أن يكون مبنيا على أسس سليمة
**الأسس والمعايير التى يختار الرجل على أساسها الزوجة الصالحة:
*أساس الدين :
إن خير أساس للزواج هو الأخلاق والدين فالمرأة ذات الأخلاق والدين ستعيش معها أيها الرجل مطمئنا قرير العين مرتاح البال , فقد نصحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشرالرجال فى حديثه الشريف عن أبى هريرة رضى الله عنه فقال: (تنكح المرأة لأربع لجمالها ومالها وحسبها ودينها ,فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخارى, فالرجل الكيس الفطن سيعلم أن النبى ذكر ذات الدين فى آخر الحديث ليس تقليلا من شأنها بل على العكس تماما فالعبرة بالخواتيم لأنها الجائزة والخلاصة ولن تجد الراحة إلا معها مهما تزوجت من جميلات وثريات والدليل فى قوله ص:( فاظفر” بذات الدين تربت يداك) أى هى المكسب الكبير والكنز الثمين
وقال أيضا عليه الصلاة والسلام:( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) فيجب عليك أيها الزوج أن تختار زوجتك من بيئة صالحة ولا يغرنك الجميلة فإحذر أن يكون معيار إختيارك على أساس الجمال فقط لأنه زائل عاجلا أو آجلا
ونصحكم محذرا فقال :(إياكم وخضراء الدمن ,قالوا:وما خضراء الدمن يارسول الله؟ قال: (المرأة الحسناء فى المنبت السوء) ,وفي قوله: [لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة سوداء خرماء، ذات دين أفضل] (رواه ا بن ماجه )
وقد أوصى لقمان الحكيم ولده قائلا: (يا بني إتق المرأة السوء فإنها تشيبك قبل المشيب، يا بني إستعذ بالله من شرار النساء، واسأله خيارهن، فاجهد نفسك في الحصول على الصالحة الطيبة تلق السعادة أبد الحياة)
*أساس العلاقة الزوجية الإحترام والود والتفاهم:
فلابد أن يتعلم كلا من الزوجين كيف يكونا زوجين صالحين و أن يتقيا الله تعالى، وأن تكون العلاقة بينهما قائمة على الإحترام والتفاهم و الألفة والمحبة، ليجد كلا منهما الطمأنينة والسكن والراحة، قال الله تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) البقرة/187
*التكافؤ بين الزوجين:
إن التكافؤ بين الزوجين نفسيا وفكريا وإجتماعيا وسنيا هو الأفضل فمثلا لا أنصح أى امرأة أن تتزوج برجل أكبر منها كثيرا فى السن لأنه سينتج عنه مشاكل كثيرة وأخطرها شدة الغيرة التى قد تتحول إلى شك , ولا حتى بدافع أنه سيعوضها عن أبيها فأحيانا مستحيل وستجدين نفسك فى مفترق الطرق فلم تجديه أب ولم يصلح كزوج خاصة إذا كنت رومانسية ستعذبين نفسك والإسم أنك متزوجة للأسف ولا يعلم بحالك إلا الله ,وستضطرىن لطلب الطلاق فى النهاية إذا كنت محترمة لأنك ستخشين على نفسك من الفتنة وستتورعين عن خيانته لقوله تعالي:” لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون” والزوج أمانة عظيمة,والطبيعى أن الزوج يكون لزوجته أهلها الأب والأم والأخ والصديق والحبيب وكبل شئ وكدلك تكون الزوجة لزوجها
**نموذج لأم صالحة تنصح إبنتها عند زواجها:
هذه زوجة صالحة وبالتالى أما صالحة إنها أمامة بنت الحارث زوجة عوف الشيبانى أوصت إبنتها أم إياس فى ليلة زفافها إلى عمرو بن حجر أمير كنده فعلمتها ما معنى الحياة الزوجية وحق الزوج وقدسيته ولخصته فى تلك النصائح الثمينة فقالت لها: (أي بنية: إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن أمرأة إستغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه،ولكن النساء للرجال خلقن،ولهن خلق الرجال
أي بنية :إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكونى له أمة يصبح لك عبدا , واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخرا:
أما الأولى والثانية:فالخشوع له بالقناعة،وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموقع عينية وأنفه،فلا تقع عينه منك علي قبيح،ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة:فالتفقد لوقت منامه وطعامه،فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالإحتراس بماله، والإرعاء على حشمه وعياله،وملاك الأمر في المال حسن التقدير،وفي العيال حسن التدبير
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً،ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره , ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً)
والتربية الصالحة لا تقتصر على الأم فقط بل الأب أيضا فله دورا كبيرا أيضا
**وهدا نموذج لأب صالح يوصى إبنته عند زواجها:
هو أسماء بن خارجة الفزارى وهو يزف ابنته إلى زوجها ليلة عرسها:
(أى بنية إنك خرجت من العش الدى فيه درجت,فصرت إلى فراش لم تعرفيه,وقرين لم تألفيه ,فكونى له أرضا يكن لك سماء , وكونى له مهادا يكن لك عمادا ,وكونى له أمة يكن لك عبدا ,وَلَا تُلْحِفِي بِهِ فَيَقْلَاكِ ,ولا تباعدى عنه فينساك ,وإن دنا منك فادنى منه ,وإن نأى عنك فابعدى عنه ,واحفظى أنفه وسمعه وعينه ,فلا يشمن منك إلا طيبا ,ولا يسمع إلا حسنا ,ولا ينظر إلا جميلا ,فتلزم بيت زوجها ,ولا تخرج منه إلا بإدنه ,ورضاه,ولا تدخل بيته من يكره ,أو تلح عليه فيما يأباه ويحرجه ,لقوله صلى الله عليه وسلم :(فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ,ولا تأدن فى بيوتكم لمن تكرهون )
ولقوله صلى الله عليه وسلم ولا تَأذَنَ فى بيته إلا بِإِذْنِهِ , ولا ترفع صوتها عليه ,ولا تفحش بلسانها أو تنطق بالبذاء معه أو مع والديه أو مع أقاربه لقوله تعالى :”لَّايُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلۡجَهۡرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ” [النساء: ١٤٨].
وأقول لكل زوجة : المرأة بقلبها وروحها وعينها تستطيع أن تجعل زوجها يرى فيها خلاصة نساء العالمين إدا أصلحت من نفسها وطباعها واتقت ربها فى نفسها وزوجها وأطاعته وأرضت زوجها ليرضى عنها ربها .
More Stories
هيثم عبد الدايم صالح يكرم حافظي القرآن بمحافظة كفر الشيخ
ندوة دينية بعنوان “الاستعداد لاستقبال شهر رمضان” (أون لاين) بالشرقية
عبد السلام: البحر الأبيض المتوسط أصبح مقبر جماعية لضحايا الهجرة السرية