نوفمبر 16, 2025

جريدة الحياة نيوز

رئيس مجلس الادارة : نسرين رمزي

شققتَ الصّخْرَ بالقُرآنِ  بقلم مصطفى سبتة

ألا فاكتبْ أيا قلمي البيانا
فحبْـرُكَ قد تدفّق من رؤانا
ونونُكَ كالصّباحِ أتى بنورٍ
أنارَ الفكرَ واكْتــسحَ المكانا
شققتَ الصّخْرَ بالقُرآنِ علماً
وجُبْتَ البحْرَ مُكْتشــفاً قوانا
وربّي علّمَ الإنســـــانَ ما لم
يكن يدْري وعلّمهُ البيــــانا
فأنتَ النّورُ ياقلمي ورُمْحي
ونظمُكَ قد أعاد بنا الزّمانا
أتى العَصْرُ المحنّطُ بالرّجاءِ
كأنّهُ في الرّبيـــعِ من الشّتاءِ
سيكتسحُ الشّوارعُ كلّ أهلي
لنصرةِ حقّــهم عقِـــــبَ النّداءِ
أرادوا العيشَ في وطنٍ أمينٍ
يُفكّرُ في الرّجالِ وفي النّـساءِ
ويُحْمي الشّعب من شَطَطِ اللّيالي
بِعدلٍ في الأنامِ بـــــلا ازْدراءِ
وأمّا الظّلــــــمُ في بلدي فعارٌ
لأنّهُ قد يجــــــــــرُّ إلى الفَناءِ
بحرّية العقولِ نرى النّهارا
فنُبـدعُ في الحياة لنا ابْتكارا
ألم ترَ أنّ غرْسَ العلْم ينْمو
فنَجْني من فواكهه الثّـــمارا
تطوّعُهُ الشّعوبُ متى أرادتْ
فتُنجبُ في ثقافتنــا الكبارا
وأمّا إنْ تخلّفَ ركبُ أهلي
سنقْـطِفُ حينــها ذلاّ وعارا
إذا الشّعب الأبيّ أراد يوماً
سعى بالجدّ فاخْترقَ الحِصارا
أتى الإبداعُ في وجْهِ الصّباحِ
بنورٍ في الوجودِ من الفــــلاح
فغرّدتِ الطّيورُ به ابْتــهاجاً
وزغردتِ العـذارى في البطاح
وهبّ الخلقُ فانتشروا جميعاً
لجنْي الرّزقِ من شجرِ النّـجاحِ
تجدّدتِ الحـــــــياةُ بُعَيْدَ ليْلٍ
أراح الخلقَ من تعـبِ الكفـــاح
وجاء الفجرُ مُنشرحاً مُنيراً
فأحْيا الكونَ منْ رَحِمِ الصّبـاح
كلامُ النّاسِ أجودُهُ الصّحيحُ
وقولُ القـوْمِ أعْذبُهُ الفـصيحُ
تُعلّمُنا الفصاحةُ منْ لســــانٍ
بياناً في الحديثِ هو الصّـحيحُ
وسحْرُ القول في المبْنى جميلٌ
وسوءُ القوْلِ يمْدحُهُ القبــــــيحُ
وما الإفصاحُ في التّعبـــــــيرِ
إلاّبَيانٌ فــــــي قراءتهِ مُــريحُ
فعلّمْ ما استطــعتَ بلا حدودٍ
لعلّك في التّقاعدِ تســــتريحُ
أرى التّعلــيم في وطني ظلاما
وقد فقدَ التّوجّـهَ والنّـــــظاما
يُعلّمُ نســـــــــلُنا لغواً عقيماً
ومن زرعَ القشورَ جَنى اللّئاما
أليس اللّغوُ في التّدريس عيْباً
وكيفَ سنهْتدي هدْياً سـلاما
لعبنا بالأمانةِ فانْحــــــــــططْنا
ونامَ النّاسُ فانبطحوا تمــــاما
وحوّلَ لغونا الإفْـــــــصاحَ عاراً
كأنّ اللّغوَ قدْ أضحى كــــــلاما
أسأنا للجـــــــــــدودِ الأوّلينا
فصرْنا من كبــارِ الجاهــلينا
لعبنا باللّســــــان فصار لغواً
وهبّ الجهلُ فابْتَلَعَ المُبــينا
ومنْ لُغةِ الكتابِ أضاع أهلي
بياناً منْ كُنوز العــــارفيــــنا
سقطنا في الحضيضِ ولستُ أدْري
متى الأيّامُ تلغي اللّغــو فينا
فيا أهل الفصاحة في بلادي
أعدّوا النّسلَ واتّبعوا الأمـينا
سنعلمُ حين ينقشعُ الغبارُ
بأنّ اللّغوَ أبْدعَهُ الحـــــمارُ
تقهقرتِ البلاغةُ في لساني
وفي التّدريس حلّ بنا البـوارُ
رجعنا في الحياة إلى خمولٍ
بفعل العجز فانْهـــدمَ الجدارُ
نخادعُ بعضنا في كلّ شيئ
ونزعـمُ أنّنا نحـــنُ الكبـــــارُ
وقد سقط القناع بكلّ قطرٍ
وتحتَ الموْج قد غرِقَ الصّغارُ
بِحبّك للمعارفِ تســــــــــتفيدُ
فتسْــعَدُ حين يَغمـرُكَ الجديدُ
وتشعرُ أنّ كسبَ العلم نورٌ
وأنّ الجهلَ يركبُهُ البـــــليدُ
تخلّفت العقولُ عن المعالي
وساء الحالُ فاخْتنقَ الوريدُ
وأصبح كلّ حيّ في بلادي
يؤكّد أنّنا بشــــــرٌ عبـــــيد
فكيف الحال والأيّام تجري
وصبرُ النّاس أرهقهُ المــزيدُ