” نشر ثقافة الوعي ..نشر الايجابيات وطلب التغيير للأفضل بشكل علمي رصين محترم .. ترسيخ مفهوم المعارضة الإيجابية من أجل البناء وليس الهدم وترسيخ مفهوم النقد الإيجابي وليس السلبي على وسائل التواصل الإجتماعي “
بقلم د.محمد عبد العزيز
. كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية
. إعلامي ومحاضر في مركز أراك للتدريب والاستشارات
نشر ثقافة الدور المجتمعي يجب أن تكون الشغل الشاغل لدولة مثل مصر تواجه فراغ في الوعي الجمعي وعدم التفاف حقيقي عن إيمان راسخ وثقة بالنفس والدولة وقيادتها وذلك من أجل صالح الوطن وليس صالح القيادات من أجل إكتمال بناء دولة حديثة بعد ثورتين دولة تواجه تحديات متلاحقة بسرعة تفوق سرعة أمواج متلاطمة عاتية وبعد إنتشار الأعداء للوطن في الداخل والخارج يجب أن يكون الوعي لدى كل من يبحث عن أوضاع معيشية أفضل للوطن والمواطن من خلال إعتزال السخرية والاستخفاف من وطنه على وسائل التواصل الإجتماعي يجب معرفة كافة الإنجازات على أرض الواقع ومعرفة كافة التحديات التي تعرقل التطوير على أرض الواقع ومعرفة العدو الحقيقي للوطن .
عندما تتفاوت أراء المواطنين تجاه نفس القضية فهذا أمر طبيعي وتلك هي سنة الله عز وجل في خلقه من التنوع والاختلاف ، لكن يجب أن لا يؤدي الاختلاف إلى التناحر وتضييع مصلحة الوطن العليا بشكل يهدد بقاء الوطن ذاته .
عندما غرقت شوارع القاهرة بالأمطار قام البعض باستغلال ذلك ليطالب بحق مشروع في عمل شبكة صرف للأمطار ولكن بأسلوب فيه تطاول وإستهزاء وتشويه للدولة قبل قياداتها وهذا ما يسعى له أعدائنا من الهدم وليس البناء مع العلم بفساد بعض العاملين في المحليات وليس فساد القيادات ، وردا لمن يتاجر بعدل الفاروق رضي الله عنه أود أن أوضح أن شكل الدولة الآن يختلف عن شكل الدولة في عهد الأنبياء والصحابة هل عزل وإصابة كل العاملين في الأحياء أمرا بسيطا هل محاسبة كل الفاسدين دفعة واحدة لن يعطل الحياة لأكثر من يومين كما تعطلت الحياة ليومين بسبب الأمطار ، نعم كانت القاهرة في عهد النظام الملكي أفضل من باريس لكن كيف كان حال الصعيد والدلتا في ذلك الزمان هل كانت في الصعيد أو الدلتا جامعات ومدن كبرى تضاهي القاهرة وتتفوق عليها في الجمال والنظافة والنظام ، اذا لماذا أصبحت القاهرة بهذا السؤ لأنها ليست مخططة لاستيعاب هذا الكم المهول من الخدمات والبشر الذين يرفضوا أن يتركوا العاصمة ثم يستهزئوا من بناء عاصمة إدارية جديدة تليق بالوطن .
أود أن أسرد واقعة يعلمها الجميع ليتضح مرادي قديما عندما حدثت النكسة وقام الرئيس عبد الناصر بالاعتراف بأنه يتحمل وحده المسئولية كاملة وأنه يتنحى من منصبه تاركا اي منصب أو سلطة حتى يعلم الغرب تمام العلم أن العدو لمخططات الغرب في الوطن العربي ليس عبد الناصر وحده وانما المواطن العربي ذاته فكانت النتيجة نزول المصريين بالملايين لتثبيت عبد الناصر في منصبه ليس حبا فيه وليس لأنه لا يتحمل ما حدث في النكسة ولكن نكاية في أعدائنا وتثبيتا لموقفنا في مواجهة أعدائنا ، لكن الآن المواطن العربي لا يسعى لتثبيت اي قيادة ردا على أعداء الوطن ، المواطن العربي يشعر بالظلم والاضطهاد والتهميش ويبذل قصارى جهده على وسائل التواصل الإجتماعي مستخدما كاميرا المحمول في يده لتصوير ونشر كل السلبيات ، أصبحنا في الوطن العربي لا نرى إلا السلبيات أصبحت لدينا مناعة من رؤية أي شيء إيجابي وأصبحنا أكثر تهكما على الرموز والقيادات بصورة أكثر من الغرب الذي يتمتع بالحرية والديمقراطية ويصور للعالم بأن الحرية المطلقة والديموقراطية الغربية هما النموذج الأمثل لحياة البشرية وهذا خاطئ تماما فلو أردت تعاسة لابنائك فاعطهم كل ما يتمنوا وهذا هو النمط الغربي الذي يدفعهم للانتحار رغم توافر كل شيء دون عناء ، أود أن يعي الجميع في المجتمع العربي من فقراء وأغنياء من طبقة متوسطة من عاملين وضباط ومحاميين وقضاة واطباء ومهندسين واعضاء هيئة تدريس وغيرهم الكثير ومن طبقة رجال الأعمال ايضا من الأغنياء ، أود أن يعي الجميع أن نشر الوعي بتحديات الدولة واعداء الدولة هو دور مشترك للدولة والمجتمع أيضا ، للأسف الإعلام أصبح خاضع لمعايير المادة وسيطرة الإعلانات ونسب المشاهدة غير الحقيقية ، يجب أن يوجد إعلام وطني رسمي وأهلي موازي للإعلام الذي يجري وراء المال ونسب مشاهدة مزيفة لموضوعات لا تمت لصالح الوطن بأي صلة ، يجب أن نعرف أن ما يتم جمعه من معلومات عن أي دولة عن طريق متابعة وسائل التواصل الإجتماعي لأبنائها أصبح يوفر الملايين للأعداء لأنهم قديما كانوا يدفعوا الملايين للخونة والجواسيس لمعرفة حال وانطباع الشعوب والان الشعوب تتكلم وتتكلم ولا تريد أن تلتزم بأية معايير للكلام والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي ، هلا نطالب بالتغيير بأدب ودون إنتقاص من قدر وطننا قبل الانتقاص من قياداته ،
وكما يقول متخصصي تكنولوجيا الاتصالات أن المعلومات المتاحة عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي والانترنت تمثل بترول القرن الحادي والعشرين ، وكما يتحدث خبراء أمن المعلومات على إمكانية إختراق أي شبكة وأي جهاز والحصول على المعلومات الأدق والأهم بأسهل الطرق وكما يخبرنا المتخصصين بضرورة الاستخدام العادل للانترنت فإنه يجب أن يكون هناك مفهوم للاستخدام الأمثل للتكنولوجيا والإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي مثال :-
. تحديد وقت لا يزيد على ساعتين يوميا بحد أقصى لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي .
. تحديد معايير للكلام والنشر والتعليق .
. وضع ضوابط لإحترام خصوصية الآخرين وخصوصية وأمن الوطن والمواطن .
. وضع خطط ووسائل تكنولوجية وبدائل للتعريف بقضايا الوطن ونشر الإيجابيات بدلا من السلبيات
. نشر منصة تعليم تفاعلي وطنية مجانية بالكامل على كافة وسائل التواصل الإجتماعي لكافة الموضوعات التي تهم الشباب والمجتمع العربي .
. كشف محاولات التشوية لرموزنا في وسائل التواصل الإجتماعي وفي وسائل الإعلام الغربية خاصة الموجهة من الخارج ، فما فائدة أن تعارض من الخارج وما مصلحة غير العربي وغير المصري الذي يبث قناة أوروبية ناطقة بالعربية لتشويه صورة رمز وقيادة زعيم عربي ليخرج شعبه عليه وتنتشر الفوضى في ذلك البلد .
. وضع ضوابط لمنع تطاول اي اعلام أجنبي على دولتنا ورموزنا والا تتم المعاملة بالمثل اذا استمروا في هذا النهج .
. يجب أن لا تواجه الدولة الوطنية بشعبها ومؤسساتها الحروب الجديدة من خلال الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي بالصمت فمن يرعى قناة أو أكثر تهدد استقرار الوطن فهو كمن يحشد الطائرات والدبابات على حدود الوطن .
. يجب إستكمال بناء الوطن من خلال إستكمال ثقافة أبنائه والثقافة لا تشترط مؤهلات وشهادات فالثقافة معرفة ووعي وليست معرفة وشهادة ، يجب إستغلال كافة إمكاناتنا الوطنية لبناء وعي الإنسان الوطني الذي لا ينساق وراء عقلية القطيع الجمعي الذي يتلاعب به ويحركه الأعداء ، يجب تنظيم المبادرات والندوات التثقيفية المجانية للجميع طلاب وعمال وقيادات ورؤساء ومرؤسين من كافة الأجهزة والوزارات ومؤسسات العمل الأهلي الوطنية التي تنسق مع مؤسسات الدولة وليست تنسق مع مؤسسات الخارج المشبوهة .
في الختام أؤكد على ان غياب الوعي الوطني كارثة تهدد كافة الأوطان العربية منذ كارثة ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والتي تساعد العرب عموما والمصريين خصوصا على ندب الحظ وعدم رؤية اي شئ إيجابي فالحياة على الفيس بوك للسلبيات فقط وعلى الفضائيات للاعلانات والتسلية فقط والأعداء لا يتوقفوا عن بث روح اليأس والتقليل من كل شيء إيجابي ، الدخل القومي لأي بلد متقدم أكبر من الدخل القومي لمصر على سبيل المثال لذلك دخل الفرد هناك أكبر من دخل الفرد هنا ، المشاركة المجتمعية هناك عن وعي ودون طلب من الدولة ، رجال الأعمال هناك لا يحاربوا تطبيق الضرائب التصاعدية حتى في الدول الرأسمالية ، يجب التوقف عن إلقاء كل شيء على الحكومة لأنهم ليسوا من الصين نحن نستورد كل شيء من الصين عدا القيادات جاءوا من بيننا ، “كما تكونوا يولى عليكم” ، اذا كان الشعب يحب بعضه البعض ويهتم لبعضه البعض دون “فهلوة ومحسوبية” ودون محاولة لتخطي القانون سوف يكون المسئولين على نفس حال بقية الشعب الذي خرجوا منه ، بمناسبة إستيراد كل شئ من الصين ، هناك في الصين ممكن أن يكون المصنع شقة وتصدر لدولة مثل مصر والمصانع الصغيرة هناك لا تقوم بتقليد وتزوير ماركات عالمية لكن تنتج فعليا دون تزوير ، أود أن نتحدث عن علم ووعي والتوقف عن جلد الذات والحكومة ، اذا قام ١٠٠ مليون مواطن جميعا بالعمل دون إنتظار أمان وهمي لعمل حكومي أو عمل قطاع خاص في حدود ٢٠٠٠ – ٣٠٠٠ جنيه حينها سوف نصبح أحسن من أحسن بلد في العالم ، أنها مسئولية المواطن الغائبة والوعي الغائب في مجتمعنا للأسف الشديد .
More Stories
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
خطر الصور المفبركة عبر الذكاء الاصطناعي وطرق الوقايه منه
حمارٌ فى أعين ذئاب بشرية.. بقلم علياء حلمي