بليغ بدوي
لا أعرف عنه سوى أنه لم يكن لصا يسرق جيوب المسافرين، ولكنه كان فقيرا شريفا أصر أن يأكل حلالا، لم يمتلك ثمن التذكرة لأنها تساوى ربحه البسيط من تجارته البسيطة، ولكن أصر المحصل أن يأخذ ثمن التذكرة و أما أن ينزل من القطار وهو مسرعاً، فأخذت الكرامة طريقها إلى هذا الفقير المسكين، ونزل فلقى مصرعه تحت عجلات القطار لتنفصل رأسه عن جسده .
لكي تسجل هذه الواقعة وصمة عار على جبين المجتمع بأكمله، لم يتعامل معه المحصل و كأنه زميل له فى السكك الحديدية، فزميله لا يدفع، ولم يتعامل معه كجار أو قريب له فاذا قابلهم لا يدفعون، أو كشرطي أو قاضى فهم لا يدفعون، و أين رحمة من شاهد الموقف و لم تتحرك العاطفة و المشاعر الإنسانية والتعاطف داخلهم و دفع أحدهم ثمن التذكرة لهذا الفقير المسكين الشريف الذي رفض التسول و النشل وفضل أن يأكل من عرق جبينه.
مات شهيد العمل و ضحية لمجتمع انتزعت منه الرحمة .
More Stories
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
خطر الصور المفبركة عبر الذكاء الاصطناعي وطرق الوقايه منه
حمارٌ فى أعين ذئاب بشرية.. بقلم علياء حلمي