نوفمبر 17, 2025

جريدة الحياة نيوز

رئيس مجلس الادارة : نسرين رمزي

“تواضع الأستاذ” بقلم بليغ بدوي

شاهدت مؤخرا مقطع فيديو للفنان الراحل فؤاد المهندس مع مقدم البرامج الشهير طارق علام، حيث رفض فيه فنان الكوميديا بما صنعه من تاريخ طويل مشرف فى فن التمثيل و الكوميديا لقب “الأستاذ” قائلا بتواضع العظماء: ان لقب “الأستاذ” كبيرا عليه.مضيفا : كيف يلقب بالأستاذ و كان والده رحمه الله يلقب بالأستاذ، فمن المستحيل أن يتساوى مع والده فى لقب “الأستاذ” و هنا يتجلى مدى رقى الفنان الراحل رحمه الله و مدى أصالة معدنه و تربيته من و الده، فبعد أن جاوز السبعين- وقت تسجيل البرنامج- و هو مازال يقدس سيرة والده الذى رباه، و رفض هذا اللقب باعتباره لقبا يخص والده فقط،

التواضع هو خلق جميل يتمتع به الأشخاص الرائعون الذين يسمون باخلاقهم و يترفعون عن التباهي والتفاخر والإستعلاء على الاخرين. فبرغم هذا التاريخ الطويل للفنان الراحل وكل هذا الكم الضخم من الأفلام والمسرحيات التي شارك فيها و التى صنعت له تاريخا حافلا بالمجد والتتويج و التكريم في مختلف المناسبات، رفض لقب “الأستاذ” معتبرا ان ما قام به لا يستحق و أنه فقط أجاد فى ما قدمه، وأن هناك أساتذة عظام قدموا للفن أعظم ممل قدم، و لم ينسى أستاذه نجيب الريحاني الذي ذكره في حديثه بانه أستاذه الذى إكتشفه و الذي علمه و قدمه فى عالم الكوميديا.

التواضع هو أن تعترف بالجميل وتعترف بفضل الأخرين عليك، ودائما تتذكر ما قدموه لك، و تقاوم الشعور الشيطانى بالإستعلاء على الآخرين، و لاتمن على الآخرين بما قدمته، و اذا كبر تلميذك و اجاد، إفتخر به و قدم له الإشاده فى كل المحافل. وهذا ما فعله الفنان الراحل عندما كان يتحدث عن الفنان عادل امام تلميذه الذي قدمه على المسرح واختاره ليشاركه العمل في مسرحياته فاعطاه حقه من المدح وفي برنامج آخر مع المذيعة هاله حشيش اعلن بتواضع انه لا يعترض أن يعود الى المسرح مره ثانية ليمثل أمام عادل إمام ولا يجد في ذلك أهانة لتاريخه الطويل حتى لو مثل دور ضيف شرف أمام تلميذه.