حين أخذتك السماء وأغلقت خلفك الأبواب

بقلم ✍🏻 نهى محمد عيسى 

جدتي💔

كيف تسللتِ من بين أصابع العمر ورحلتِ هكذا بلا إنذار؟
كيف أغلقتِ الباب خلفكِ وتركته لا يُفتح إلا على صدى غيابك؟
كنتِ الحضن الذي لا يُستبدل والقلب الذي لا يتكرر والوجه الذي لا يغيب حتى حين يغيب 

كلما ناديتكِ سمعت صوتي يتردد في الفراغ وكأن الكون كله أصبح صحراء واسعة لا تعرف سوى الصمت 
كنتِ تدفئين أيامي تعطين للأشياء معنى تملئين الأماكن بحكاياتك وضحكتك التي كانت تشبه ضوء الفجر 
أين تذهب الحكايات حين يرحل من كانوا يروونها ؟
أين تذهب الضحكات حين يتوقف أصحابها عن الضحك ؟

جدتي♥️
منذ رحيلكِ وأنا أبحث عنكِ في الوجوه في الذكريات في كل شيء يذكرني بكِ 
لكن الحقيقة أقسى مما تخيلت
فأنتِ هنا ولكنكِ لستِ هنا 
لا تزال رائحتكِ في زوايا البيت لا تزال كلماتكِ محفورة في قلبي 
لكن يداي لا تستطيعان أن تمسكا يدكِ بعد الآن وهذه الحقيقة تقتلني ببطء 

يقولون إن الموت حق وإنه راحة وإننا يجب أن نؤمن بذلك لكنهم لا يعلمون أن الإيمان لا يخفف من حدة الاشتياق ولا يعالج ألم الفقد 
كل ليلة أهمس باسمكِ وأنتظر أن تجيبني الرياح لكن كل ما يصلني هو الفراغ 

جدتي♥️
هل تسمعينني ؟ هل ترين كم أشتاق إليكِ ؟ هل تشعرين كم أحتاج إلى حضنكِ الآن ؟
لو كان للسماء بريد لأرسلت لكِ رسالة ملطخة بالدموع أخبركِ فيها أنني لم أعد كما كنتِ تتركينني وأنني تائهة في غيابكِ وأنني كلما اشتقت إليكِ أكثر زادت الحياة قسوة ووحشة 

رحمكِ الله يا قطعة من قلبي لن تعود 🥹💔