كنتُ الأمان فاتهموني أني الوجع /حين شُبّهتُ بغيري وظُلِمت بصدق مشاعري

بقلم ✍🏻 نهى محمد عيسى

أتعلم ما يؤلم حقًا ؟
أن تُعاقَب لأنك أحببت بصدق
أن تُوضع في كفة واحدة مع من جرحوه قبلك
اتهمني أني أصبحت مثلها أني زهقت منه كما زهقت هي
ولم ير أني كنت أتمسك بكل تفصيلةٍ فيه كي لا أفقده
كنت أُربّت على حزنه بالكلمات وأخفي وجعي كي لا أثقله
كنت أُقنع نفسي كل مرة أن البُعد منه ليس عني
لكنه قالها ببرودٍ موجع “امشي”
كأنّ القلب لا ينكسر بهذه السهولة
قال إنه أخطأ حين تحدث معي وإنه ندم لأنه آمن بي
قال إنني أفسدت كل شيء وإنني أثقلت عليه بما هو فيه
وقال إنه لم يعُد يريد حتى أن يشرح وإنه كره الناس كلها

ولم يفهم أني لست الناس
أنني كنت الاستثناء الوحيد الذي جاء ليُرمّم لا ليُهدم
كنت أحاول أن أزرع في روحه طمأنينة تشبه حضني
كنت أقاوم كي لا أكون وجعًا إضافيًا في حياته
لكنه رأى فيّ انعكاس ماضيه لا حقيقتي
رأى صورتها في ملامحي وصوتها في صمتي
ونسِي أني لست هي وأن قلبي لم يُخلق ليُكرّر أحدًا

رحلت بصمتٍ يشبه الانطفاء
رحلت وأنا أعلم أني لم أفسد شيئًا
بل كنت أحاول أن أنقذ ما تبقّى من الإحساس
وأني لم أزده وجعًا بل واجهت وجعي كي أُبقيه بخير
لكنه اختار أن يغلق الباب ويتركني معلّقةً بين الذنب والخذلان
ورغم كل شيء سأسامحه
فمن يكره الناس كلها لا بد أنه كره نفسه أولًا