-إعذرونى على طول المقال لأهمية المناسبة .
– كل عام وأنتم بخير وسعادة وطاعة لله ولرسوله .
— بعد ساعات تحتفل الأمة بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذى جمع بين كونه رسولا وكونه رئيسا لأمته .
– وهناك فرق بين صفة الرسول وصفة الرئيس .
*** فالرسول شخص من البشر يختاره الله سبحانه ، لأنه يصلح لتحمل مسئولية تبليغ رسالة لأمة معينة فى زمن معين ، لهدايتهم لما يصل بهم إلى الجنة والنعيم فى الآخرة .
– فمن أراد الهداية هداه الله ، وعندها يصبح لزاما عليه أن يحب هذا الرسول الذى دخل فى شريعته ، وأن يؤمن بكل الرسل حتى تتحقق له شروط الإيمان كاملة .
– أما من عصى فلايلومن إلا نفسه وله عقاب فى الدنيا وعذاب فى الآخرة
– يقول سبحانه وتعالى :
وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله (النساء 64)
– ويقول : من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا (الكهف17)
– ويقول :
ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ( الجن 23)
– ويقول صلى الله عليه وسلم : لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده .
– فحب الرسول ليس بالخيار ، وإنما هو واجب لو فقده الإنسان يكون قد خرج عن الإيمان .
*** أما صفة الرئيس فهى تعبير رسمى عن الوظيفة أو الموقع الذى يشغله المدير ، ويكتسبها صاحبها باختيار من غالبية أناس ممن لهم حق الاختيار لهذه الوظيفة على كافة مستوياتها ، وهى تعتمد على رغبة البشر فى الاختيار .
– وقد تأتى الرئاسة لصاحبها بتكليف من رئيس أعلى منه تكون له هذه الصلاحية ، وهى فى كل الحالات اختيار من البشر ، وهو اختيار ملزم لكل من يتبع هذه الرئاسة ، مع احترام قراراتها فى ظل ماينظم العلاقة بينهم من القوانين والتعليمات . – وهذا الإلزام منصوص عليه فى الدين والشرائع .
– يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ميتة الجاهلية
– ويقول :
من عصانى فقد عصى الله ، ومن أطاعنى فقد أطاع الله ، ومن أطاع أميرى فقد أطاعنى ، ومن عصى أميرى فقد عصانى .
– وقال الحسن البصرى عن ولاة الأمور :
هم يلون من أمرنا خمسا ، الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود ، والله مايستقيم الدين إلا بهم ، وإن جاروا أو ظلموا .
– وكراهية الرئيس المختار بالأغلبية هو تصرف شخصى ، ولايجوز لصاحبه أن يفرضه على الناس ، ولا يبيح له أن يخرج عن واجب الطاعة المكفول لولى الأمر بأمر الدين ، فالعصيان خروج عن تعليمات الدين ، والتصرف نتيجة الكراهية قد يوقظ فتنة نائمة ، وهذا مالايقبله الدين ، ونهى عنه الشرع ، والخروج على الحاكم يوجب العقاب ، وواجب الطاعة مكفول لولى الأمر بنصوص شرعية .
يقول سبحانه:
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم (النساء59)
— وعموما فإن طاعة الرسل واجبة مع ضرورة الحب لهم ، وطاعة المدير أو الرئيس واجبة أيضا ، بحب أو بغير حب ، فأنت حر مالم تضر .
— يقول الشاعر :
– كل المعانى إن وصفت تضاءلت ..
وتحيرت فى كنهك المتلثم
– ودعا فكان الله عند دعائه ..
ياهذه الدنيا لأحمد فاسلمى
– وامشى وراء محمد وكفى به ..
نورا يضىء هدى لكل ميمم
– صلى عليه الله نورا هاديا ..
متعبدا فى غاره لم يسأم
*** أسأل الله ونحن على أبواب ذكرى ميلاد رسوله الكريم أن يرزقنا حبه ، ويوفقنا لطاعته فيما نزل عليه من ربه . اللهم وفقنا لطاعتك وطاعة رسولك ، وطاعة كل من ولى أمرنا فى شىء ، وأنعم على أبناء جلدتنا بالاتحاد والاعتصام بحبلك ، وعافنا من شر الفتنة وأهلها ، وامنن على أمتنا بالرفعة والعلو يارب العالمين .
More Stories
الزوجة بين نثريات الإشتياق.. بقلم منى فتحي حامد
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
خطر الصور المفبركة عبر الذكاء الاصطناعي وطرق الوقايه منه